top of page

١٥ فناناً يحوّلون العُلا السعودية إلى واحة فنية

  • kholoudattar
  • Mar 4, 2022
  • 6 min read
النسخة الثانية لصحراء X العلا تكشف النقاب عن 15 فنانًا يبحثون أفكاراً حول مواضيع السراب والواحة تحت مسمى "سراب"


تستقبل العلا محبي الفن من جميع أنحاء العالم في معرض صحراء X العلا 2022 المتخصص بالفنون المحاكية للطبيعة، الذي يقام بشكل دوري في العلا، وينطلق المعرض هذا العام بإشراف القَيمين على المعرض ريم فضة ورنيم فارسي و المدير الفني نيفيل ويكفيلد؛ حيث يتم عرض أعمالٍ ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء متعددة من كافة أرجاء العالم لخمسة عشر فنانًا سعوديًا وعالميًا وسط المناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة في العلا.

وتحت شعار سراب، يستوحي معرض هذا العام أفكاره من السراب والواحات المتأصلة في تاريخ الصحراء وثقافتها؛ حيث اكتسبت هذه الأفكار أهمية كبيرة في مختلف أنحاء العالم على مر السنين. وقد استجاب الفنانون المشاركون بأعمال جديدة تتناول الأحلام والتمويه والخيال والاختفاء والاستخراج والوهم مع إظهار الاختلاف بين العالم الطبيعي وعالم من صنع الإنسان.



الجدير بالذكر، أن المعرض يعقد هذا العام في الفترة من 11 فبراير حتى 30 مارس 2022، وذلك بعد النجاح الكبير الذي تحقق في النسخة الأولى في عام 2020، والزيارة متاحة للجميع بشكل مجاني.


يُعقد معرض صحراء X العلا 2022 من خلال برنامج مشترك بين صحراء X في كاليفورنيا والهيئة الملكية لمحافظة العلا، حيث تم تأسيس البرنامج لتعزيز الحوار الثقافي المتجدد من خلال الفن، وهو المعرض الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، الذي يحاكي الطبيعة من حوله، وقد تم تشكيله من خلال رؤية مستلهمة من الصحراء. يعزز البرنامج أيضا الحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين والقَيمين على المعرض، إضافة إلى المجتمعات المحلية والدولية. كما يعتمد صحراء X العلا على أسس من الفنون الجغرافية مبنية على خلفية معرض صحراء X في وادي كوتشيلا بكاليفورنيا، مما يوفر فرصة عميقة لتجربة الفن في حوار مع الطبيعة على نطاق هائل.


تجدر الإشارة إلى أن المعرض القادم سيعقد في منطقة العلا، ولكن في موقع مختلف عن النسخة السابقة؛ حيث يقع في وادٍ يُعطي الزوار فرصة التجول والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.


وفي هذا المعرض، تقدم الفنانة شادية عالِم عملًا تركيبيًا نحتيًا يتكيف مع فن الأوريجامي أو فن طي الورق ، ويطبق عملها الفني المبادئ الرئيسة للهندسة والجمال؛ لتكوين أشكال ذات دلالات مستوحاة من أدب الصحراء العربية والرياضيات والأساطير.



أما دانة عورتاني، فتستوحي منحوتتها من العمارة التقليدية لمنطقة العلا، حيث تتخذ المنحوتة شكلًا هندسيًا مقعرًا يشير إلى المقابر النبطية، ويحاكي أشكال الجبال المحيطة والوديان والكهوف والتكوينات الصخرية.


ويناقش تركيب سيرج أتوكووي كلوتي تجربة العولمة والهجرة والمساواة في المياه من خلال تغطية ألواح من الصخور بأقمشة منسوجة بدقة ومصنوعة من جوالين "كوفور" الصفراء، وهي حاويات بلاستيكية مستخدمة في غانا لتخزين ونقل المياه.


ويعرض عمل كلاوديا كومتي التطور في عمارة الجدران التي تفرض وجودها بين النظام الطبيعي لأودية العلا؛ حيث يحمل كل من الجدران تركيبة خوارزمية أوسع مرتبطة بأشكال موجية تشكل صوت وسطح الصحراء.


أما شيزاد داوود فيبحر بأفكار الزمن العميق وعلاقة علوم طبقات الأرض وعلوم الأحياء بين أراضي الصحراء والمنطقة القريبة من البحر الأحمر بعمل من خلال زوج من الأشكال الشبيهة بالشعاب المرجانية التي تعكس أسطحها الحساسة لدرجات الحرارة آثار تغير المناخ والكفاح البشري المستمر لإيجاد علاقة مستدامة مع نظام بيئي سريع التغير.





كما ابتكر جيم دينيفن المتخصص بالفنون الجغرافية رسومات سريعة الزوال تناقش أنماطها المتشابكة التحولات في الحجم والوزن التي غالبًا ما تشكل تجربتنا في الصحراء ومحاولاتنا لجعل أنفسنا داخل مساحات لا محدودة.

ومن خلال الربط ما بين الطبيعة والتقنية، فقد أنشأت ستيفاني دومر دفيئة زراعية تحت الأرض، في إشارة إلى الملاذ الخصب للنباتات؛ حيث تشكل أراضي الصحراء بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الألواح الشمسية على شكل بركة متدفقة بحلقة نشطة للطاقة، حيث يتم تخزين الطاقة الشمسية وتحويلها من خلال عملية البناء الضوئي إلى نمو وتحول. من جهة أخرى، يتشكل العمل الفني الطيني لسلطان بن فهد على شكل طائرة ورقية صحراوية، مع إضافة مرايا لإضفاء مظهر السراب، ويضم منحوتة شبيهة بالجرة منقوشة بأربعة رموز تستخدم تقليديًا في المقابر النبطية.


وتوظف زينب الهاشمي جلود الإبل المهملة باستخدامها على قاعدة هندسية مجردة تشبه التكوين الصخري في الصحراء؛ حيث تندمج هذه المنحوتات من جلد الجمال في الجبال لتعطي مشهدًا مموهًا. أيضًا أليجا كوادي عملت على صنع هياكل معمارية لها ارتباط بالقطع الأثرية الطبيعية التي تصادفها على أراضي الصحراء، التي أعادت ترتيبها وصنعها من جديد؛ لخلق وجهات نظر متغيرة باستمرار لتلامس الخيط الدقيق بين الواقع والوهم. أما شيخة المزروع فتضيف هياكل معدنية طولية للفجوات الصخرية، لتضفي مشهدًا متوازنًا للمناظر الطبيعية، كما توازن الحال ما بين الركود والحركة، مما يخلق تركيبة صامتة، ولكنها معنى مرتبط بعملية القصور الذاتي.


أما القطعة الفنية لعبد الله العثمان فتشير إلى نظريات انكسار الضوء التي تعود إلى التاريخ القديم لحضارة الصحراء، فمع قواعد من الفولاذ يتفاعل هذا العمل مع الضوء، ويخلق مساحة مشعة تُظهر تجربة التقاط السراب لأول مرة. كما يصنع خليل رباح سرابًا من خلال بستان من أشجار الزيتون؛ حيث يقف في الصحراء ككائنات حية هربت من أراضيها ويغلبها الحنين للعودة، كبحث عن الأرض والحياة.


وتناقش مونيكا سوسنوسكا من خلال النحت مكانة العلا التاريخية كمحور هام ومحطة أساسية للتجارة، بالإضافة إلى إحياء ثقافتها. فمن خلال استخدام القضبان التراثية من سكة الحجاز، التي امتدت من دمشق إلى المدينة المنورة، تم تحويل هذه القضبان الفولاذية إلى أعشاب جافة عملاقة مليئة بإمكانيات النمو والتحول. أما المشهد الصوتي لأيمن زيداني فيتكون في كهف صخري من أسلاك منحوتة أفقيًا لتعطي عرضًا سمعيًا للموسيقى والأصوات وخطوات الأقدام، مما يخلق مزيجًا من الأصوات التي تضيف إلى أجواء الطبيعة.



يهدف معرض صحراء X العلا إلى المساهمة في التراث الفني للمجتمع المحلي في المنطقة واستدامته، حيث لا تزال أعمال نسخة صحراء X العلا 2020 لكل من ليتا البكيركي، ومنال الضويان، وشيرين جرجس، ومحمد أحمد إبراهيم، ونديم كرم، وسوبر فلكس، تحمل مكانة في العلا؛ حيث وضعت في مكان بارز في فندق هابيتاس. كما تم اختيار راشد الشعشعي، ومهند شونو، للعمل والإقامة الفنية ضمن برنامج يمتد إلى 11 أسبوعًا يستمر حتى 14 يناير 2022.

كذلك يوفر التعاون المستمر منصة دولية للفنانين السعوديين..

زهرة الغامدي التي عُرضت أعمالها "وميض من الماضي" في معرض صحراء X العلا الافتتاحي، واصلت عرض عملها "ماذا يكمن وراء الجدران" الذي لاقى الإشادة من النقاد في صحراء Xكاليفورنيا.


والعلا هي أيضًا موطن موقع التراث العالمي لليونسكو، الحِجر، والذي بناه الأنباط منذ أكثر من 2000 عام، حيث كانت منطقة العلا على مفترق طرق للتبادل الثقافي لآلاف السنين، وكانت تقع تاريخيًا على طريق تجارة البخور وعاصمة لمملكة دادان القديمة. أما اليوم، فهي تعد بمثابة متحف حي للتراث والفنون والطبيعة، يعاد إحياء إرثها كوجهة ثقافية حيوية. فمن خلال إعادة رسم حدود الإبداع، تهدف العلا إلى تشكيل التحولات الأساسية في المجتمع مع مراعاة تراث العلا، وذلك من خلال قوة الفنون.


يشار إلى أن مساهمة العلا واسعة النطاق في برنامجها لمشاركة المجتمع المحلي والتعليم، الذي يهدف إلى تنشيط الاقتصاد الثقافي الحيوي؛ حيث سيوفر صحراء X العلا 2022 برامج تدريب وسطاء فنيين، والفعاليات العائلية، وورش العمل للمعلمين، وأنشطة التواصل والبرامج الأخرى للزوار والمجتمعات.


يعد معرض صحراء X العلا واحدًا من أبرز فعاليات مهرجان العلا للفنون، الذي يتضمن أيضًا "ما يبقى في الأعماق: أعمال من مجموعة بسمة السليمان" الذي يعقد في الفترة ما بين 11 فبراير - 20 مارس 2022 في قاعة مرايا، ويقدم أعمالاً أساسية لفنانين سعوديين معاصرين، بما في ذلك شادية عالم ودانة عورتاني اللتين تعرضان أعمالهما لأول مرة في المملكة العربية السعودية. كما يعد هذا المعرض، الذي أقيم بإشراف الفنانة لولوة الحمود، الأول في سلسلة من العروض في العلا، التي تضم روادًا جامعين ورعاة للفنون.



وصرحت نورة الدبل، مديرة الفنون والتخطيط الإبداعي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا:

"نقدر في العلا الفن والإبداع باعتبارهما ركيزتين أساسيتين تساهمان في إثراء المجتمع فكريًا، ما ينعكس على الاقتصاد بشكل إيجابي وتعزيز جودة الحياة في المحافظة. وبحلول عام 2035 ستكون العلا موطنًا لـ 15 وجهة بارزة للثقافة والتراث والإبداع. تم تصميم كل وجهة منها بعد حوار عميق مع المناظر الطبيعية الفريدة في المنطقة، ويشمل ذلك المتاحف والمعارض ومراكز البحوث ومناطق الفنون".



وصرحت رنيم فارسي، المديرة الفنية لصحراء X العلا

"يمثل الفن نوعًا قويًا من أشكال التعبير عن الذات، كما أن له القدرة على تقديم تحولات ملحوظة للمجتمعات والمدن و الآراء. ما لاحظته من خلال العديد من سنوات عملي في مجال تطوير وتمثيل المشهد الفني السعودي، أن الفنان السعودي اليوم يحظى باهتمام وفرص أكثر من ذي قبل. ويلعب معرض صحراء X العلا دورًا هامًا للغاية في إظهار الفن السعودي على المستويين المحلي والدولي، وذلك من بين العديد من المبادرات الثقافية والفنية الموجودة حاليًا في المملكة، التي تمثل البيئة الرئيسة للإبداع السعودي".


وتعد المبادرات الفنية؛ مثل مبادرة صحراء X العلا بداية لمشروع يهدف لحماية تراث وإرث العلا، والحفاظ عليها لتكون واحة للإلهام الفني والإبداعي.


وخلال أيام المهرجان، ستكون منطقة الجديدة، المجاورة لمدينة العلا القديمة، مركزًا حيويًا للنشاط والعروض، حيث ستقدم سينما الحوش في الهواء الطلق عددًا من صناع الأفلام السعوديين والأفلام الأخرى. وفي الفترة ما بين فبراير ومارس، ستعقد النسخة الأولى من مهرجان "كورتونا أون ذا موف" وذلك بالتعاون مع مهرجان إيطاليا للروايات البصرية؛ حيث تعرض أحدث أعمال التصوير الفوتوغرافي في العلا، مع عرض الكثير من الأعمال من مهرجان كورتونا إلى جانب أعمال لفنانين عرب، قام بتنسيقها واختيارها كلٌ من أريانا رينالدو وخلود بكر.


ولنظرة لمستقبل أكثر إشراقا وتطورًا في العلا، تم وضع خطة رئيسة، وعلى نحو مفصل ليُصْنَعَ بها "رحلة عبر الزمن" تحاكي تطوير بلدة "العلا القديمة" حيث تم ضم الواحة الثقافية إليها، ومن ثم قُسِّمَتْ إلى واحدة من خمسة أحياء ستكون بمثابة حلقة الوصل بين المجتمع المحلي والإنتاج الثقافي والاستكشافات الفنية في العلا. ويتوقع بحلول عام 2035، أن تشهد الخطة الرئيسة افتتاح 15 وجهة تاريخية جديدة للثقافة والتراث والإبداع في العلا.


תגובות


SUBSCRIBE VIA EMAIL

اشترك

  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

Thanks for submitting! شكرا

©2007 DESIGN MAGAZINE BY KAAPH. A ESTABLISHMENT BASED IN SAUDI ARABIA 

bottom of page